بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله والصلاة والسلام على نبي الله وعلى آله وصحبه الكرام..
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}
قال: "إذا قيل له في القبر من ربك وما دينك فيقول ربي الله وديني الاسلام
ونبي محمد جاء بالبينات من عند الله فآمنت وصدقت فيقال له صدقت على هذا عشت
وعليه مت وعليه تبعث".
وقال الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله وذكر قبض روح المؤمن قال: "فترجع
روحه في جسده ويبعث إليه ملكان شديدان فيجلسانه وينهرانه ويقولان من ربك
فيقول الله وما دينك فيقول الإسلام فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم
فيقول محمد رسول الله قال فيقولان له وما يدريك قال يقول قرأت كتاب الله
فآمنت به وصدقت وذلك قول الله تبارك وتعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} رواه ابن حبان في صحيحه وأحمد وفي صحيحه أيضا من حديث أبي هريرة يرفعه قال: "إن الميت ليسمع خفق نعالهم يولون عنه مدبرين فإذا
كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه وكان الصيام عن يساره
وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى
من عند رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة ما
قبلي مدخل فيؤتي عن يساره فيقول الصيام ما قبلي مدخلى فيؤتى من عند رجليه
فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف و الإحسان إلى الناس ما قبلي
مدخل فيقال له اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس قد قدمت للغروب فيقال له أخبرنا
عما نسألك عنه فيقول وعم تسألوني فيقول دعوني حتى أصلي فيقال إنك ستفعل.
فأخبرنا عما نسألك فيقول وعم تسألون فيقال له أرأيت هذا الرجل الذي بعث
فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد به عليه فيقول محمد فيقولون نعم فيقول أشهد
أنه رسول الله وأنه جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيقال له على ذلك
حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفسح له في قبره سبعون
ذراعا وينور له فيه ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال انظر إلى ما أعد الله
لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ثم يجعل نسمته في النسم الطيبة وهي طير خضر
تعلق بشجر الجنة فيعاد الجسد إلى ما بدا منه من التراب وذلك قول الله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} ولا تستطل هذا الفصل المعترض فالمفتي والشاهد والحاكم بل وكل مسلم أشد ضرورة إليه من الطعام والشراب والنفس وبالله التوفيق.
أمثال القرأن لابن القيم ص45-46